آخر الأخبار

الاثنين، 9 فبراير 2015

التصوير بالتعريض المطول

الكثير من الناس إعتقد أن هذه صورة لمسار طائرة بالليزر و هذا خطأ كبير إنما التقطت الصورة بكاميرا رقمية عادية بقيت عدستها مفتوحة لمدة 10.9 ثانية لتنتج لنا هذه اللقطة.

تسمى هذه التقنية في التصوير باسم التصوير بالتعريض المطول أو الطويل (Long Exposure Photography) وفرقها الأساسي من التصوير التقليدي يتمثل في أنها تستخدم (سرعة غالق) أطول.


 يعرف التعريض (Exposure) بأنه كمية الضوء التي تصل للوسط التصويري، ونعني بالوسط التصويري الفيلم في الكاميرات العادية أو الحساس sensor في الكاميرات الرقمية. كمية الضوء الواصلة للحسّاس هذه تعتمد على حجم الغالق الموجود أمام العدسة ولنتخيل أنه أشبه بنافذة تمرر الضوء. تفتح هذه النافذة لحظة التصوير سامحةً للضوء بالمرور عبر العدسة نحو الحسّاس، لكن العامل الأهم من حجم الغالق (أو حجم النافذة) هو الزمن الذي سيبقى فيه هذا الغالق مفتوحاً وهذا هو ما يسمى بسرعة الغالق (Shutter Speed). إذن الاسم مضلل بعض الشيء فما نتحدث عنه هنا هو في الحقيقة ليس سرعة وإنما زمن! .. ولتوضيح هذه (المحاضرة) النظرية لنأخذ معاً هذا المثال:


يمكنكم جميعاً بسهولة ملاحظة أن الصورة على اليسار مشوشة وبها غشاوة (Blur) أكثر من الصورة على اليمين والسبب في ذلك أن سرعة الغالق – أي الزمن الذي بقيت فيه العدسة مكشوفة – كان أطول وبالتالي ما حدث أن كمية أكبر من الضوء وصلت للحساس حاملة معها صورة الواقع بما طرأ عليه من متغيرات خلال هذه الفترة الزمنية التي بقي فيها غالق العدسة مفتوحاً ، والمتغير هنا في هذه الصورة هو حركة القدمين ..
هذا التشوش وهذه الغشاوة في الصور بالتأكيد قد قابلت الكثيرين منا اثناء التصوير وغالبا ما يكون نتيجة للحركة سواءا كانت حركة اليد التي تحمل الكاميرا او حركة الجسم المراد تصويره ، لكنه في أحيان أخرى يكون نتيجة لسرعة غالق غير مضبوطة ، فالتصوير في ضوء الشمس الساطع يتطلب سرعة غالق قصيرة جدا بينما الكاميرا بحاجة إلى سرعة غالق أطول أثناء الليل لالتقاط التفاصيل ، وأغلب الكاميرات الرقمية تضبط سرعة الغالق أوتوماتيكيا بينما الكاميرات التقليدية لها زر للتحكم به وتبدأ سرعاته من 1/1000 من الثانية – أي ان هذا هو الزمن الذي يستغرقه الغالق لينفتح ويمرر الضوء قبل ان ينغلق مجددا – إلى بضع ثوان في الكاميرات العادية، وقد يصل إلى عدة دقائق أو حتى ساعات في الكاميرات المتخصصة. لا بد من الإشارة هنا أن الغالبية العظمى من الصور التقليدية التي نلتقطها ونشاهدها من حولنا لا تتجاوز سرعة الغالق فيها كسور من الثانية.

 لكن هذه الغشاوة المزعجة في لقطاتنا العادية هي أساس التصوير بالتعريض المطول ، فلدى التقاط صورة بهذه التقنية لمشهد يحتوي أجساما ثابتة وأخرى متحركة تظهر لنا البنايات ثابتة بينما يسبب دولاب الهواء – عند دورانه خلال الدقيقة التي ظل فيها غالق العدسة مفتوحا – غشاوة تظهر لنا في الصورة كخيوط من النور ..



إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 الستار

تعريب مداد الجليد